يلازم الانسان في بعض الأحيان تفكير لا يعرف مصدره ؛ ولا يعرف دوافعه ، ولا يدري الى أين هو ذاهب به وإلى أي نتيجة سينتهي اليها ؛
هذا النوع من التفكير أسميه ' إبحار بلا مرسى '
يلازمني يوماً قبيل النوم ويكون دائما مصحوب بمشاعر مختلطة , فتارةً أفكر في أمر مفرح ، وتارة أخرى أحزن لذكرى حزينة ، بل وتجدني أبتسم لأمر محزن وأحزن لأمر مفرح !! ( تفكير غريب في تناقضاته ) !!
فجوهر القول بأنني في كل ليلة اطلق سراح التفكير وأحرره من القيود بصفة عشوائية !
ولكن .. ليلة البارحة كانت مخـتـلـفة تماما عن باقي الليالي ! فعندما خلدت إلى مضجعي ، وسكن الضمير واسترخت الأعصاب وهدء البال ؛ تحول التفكير العشوائي إلى تفكير مدرك وواعي ..
أخذت أفكر في كلمة من حرفين!! نعم حرفين .. فهي كلمة مفردة دفعتني لأكتب هذا المقال ..!
فالحرف الأول يعطي دلاله عل الهجر والفرقة بعد إبعاده الشفتان عند لفظه وترك الفم فارغا , ثم يأتي الحرف الثاني ليعيد المياه لمجاريها ويطبق الشفة العليا مع السفلى ..
هذا النوع من التفكير أسميه ' إبحار بلا مرسى '
يلازمني يوماً قبيل النوم ويكون دائما مصحوب بمشاعر مختلطة , فتارةً أفكر في أمر مفرح ، وتارة أخرى أحزن لذكرى حزينة ، بل وتجدني أبتسم لأمر محزن وأحزن لأمر مفرح !! ( تفكير غريب في تناقضاته ) !!
فجوهر القول بأنني في كل ليلة اطلق سراح التفكير وأحرره من القيود بصفة عشوائية !
ولكن .. ليلة البارحة كانت مخـتـلـفة تماما عن باقي الليالي ! فعندما خلدت إلى مضجعي ، وسكن الضمير واسترخت الأعصاب وهدء البال ؛ تحول التفكير العشوائي إلى تفكير مدرك وواعي ..
أخذت أفكر في كلمة من حرفين!! نعم حرفين .. فهي كلمة مفردة دفعتني لأكتب هذا المقال ..!
فالحرف الأول يعطي دلاله عل الهجر والفرقة بعد إبعاده الشفتان عند لفظه وترك الفم فارغا , ثم يأتي الحرف الثاني ليعيد المياه لمجاريها ويطبق الشفة العليا مع السفلى ..
لعلكم عرفتموه ؟
إنه قوت القلب وغذاء الروح ونور العين وبلسم الحياة .. إنه الحب !
الحب حرفان حاء بعدها باء ***** يذوب عند معانيها الأحباء
جال تفكيري في عدة نقاط وعدة محاور الا أن الرابط الجامع والموضوع الشامل هو الحب ، فرغم كثرة قرائتي عنه وسماعي فيه وانشغالي بجوهره قاصدا أعلى مراتبه ما وجدت له تعريفا !! لأنه الحب يعرف ولا يعرّف ..
أحبك لا تسأل لماذا لأنني ***** أحبك هذا الحب رأيي ومذهبي
ما هو الحب ؟
بعيدا عن كلام الأدباء وبعيدا عن ممارسات العشاق , وبعيداً عن جوانبه العاطفية , وبعيداً عن التحليلات النفسية , استنتجت وعرفت بأن الحب عامل مشترك في كل شي !
فإن شئت التقرب لمولاك في العبادة عليك بالحب
وإن شئت الإبداع في مجال دراستك وتخصصك فعليك بالحب
وإن شئت الربح في تجارتك وصناعتك فعليك بالحب
بل وإن شئت أن تحوز على الدنيا بحذافيرها فالزم الحب !
بل إن الناقة تعكف على حوارها بالحب , ويعطف الظبي على الظبية بالحب
ويرضع الطفل ثدي أمه بالحب , ويلزم الولد رجل أمه بالحب !
إنه الحب عرفه الأدباء بتشبيهات بلاغية , وعرفه العشاق بممارسات عاطفية , وعرفه الكثير الكثير من أصناف البشر ولكن يبقى معناه واحد ومعدنه أصيل وهو الحب ..
كما أن لسكان الأسكيميو قرابة خمسين اسما للثلج لأنه يشكل جزءاً كبيرا من بيئتهم ويشغل حيزاً واسعاً في ثقافتهم إلا أن مدلوها واحد وهو الثلج!
هل الحب واحد ؟
فكرت قليلا في هذا السؤال ولم أتردد في الإجابة وكأنه الهام من وحي !
فأتت الإجابة مسرعة .. نعم الحب واحد في معناه ولكن مختلف في ممارساته ودوافعه ..
خذ مثالا على ذلك
ترى رجل الايمان ورجل الطغيان .. الأول محبٌ للطهارة والعفة فتلزمه فطرته السلمية اجتناب وهجر كل ما يشوب ايمانه ويخدش حياؤه .. أما الثاني غلبت عليه شهوته واستباح تبعا لذلك كل ما هو محرم !! فهو كالإنسان شكلا ولكن للحيوان أقرب سلوكا وفعلا !!
فكل سلوك حركي وكل مظهر خارجي منبعه دافع داخلي وهذه الدوافع الداخلية بأسرها يحكمها الحب !
فكل أصناف الحب لابد أن تندرج تحت صنفين رئيسين :
إما حب سماوي رباني ، هو علو ورفعة في الدارين ، هو لله ومع الله وبالله ..
وإما حب دنيوي سفلي دنيء ، هو عذاب وحجيم على أهله وطلابه ..
إن الحب الصادق كلمة جميلة في أفواه المحبين وأنشودة بديعة في أسماع العاشقين وقصيدة محببة لقلوب من ذاقه بصدقه ونقاوته وعفته ..
بالحب صدع محمد صلى الله عليه وسلم بدعوته واتبع امر مولاه
بالحب ضحى ذو النورين بنفسه فداءا لقائده
بالحب سقطت جماجم الصحابة الأبطال في شتى المعارك
كل ذلك لما؟
لأنهم أحبوا مبدأهم وأحبوا رسالتهم وأحبوا حبيبهم ..
بالحب وحده صاح حرام ابن ملحام مقتولا فزت ورب الكعبة
بالحب وحده نادى عمير بن الحمام الجنة مسرعا مستعجلا 'والله انها لحياة طويلة حتى آكل هذه التمرات'
بالحب وحده صارت النار بردا وسلاما على الخليل ابراهيم
بالحب وحده نجى الله نوح ومن معه من أهله من الغرق
بالحب وحده حنت الجمادات لمحمد صلى الله عليه وسلم
وفارق جذعا كان يخطب ***** عنده فأنى أنين الأم إذ تجد الفقدا
يحِّن اليه الجذع يا قومي ***** هكذا أما نحن أولى أن نحِّن له حبا
اذا كان جذع لم يطق بعد ****** ساعة فليس وفاء أن نطيق له بعدا
فكل شي في هذا الكون سواء كان مسيراً أو مخيراً خاضع للحب !!
وأما الحب الدنيوي الطيني الدنيئ فهو حسرة وزفرة وندامة على أصحابه ورواده , والمقصود بهذا النوع هو تعلق القلب بشيء حقير وفانٍ لغرض مذموم محرم شرعا وعرفا ..
وأخيرا أقول " أرض بلا حب صحراء , وعين بلا حب عمياء , وأذن بلا حب صماء "
وأما الحب الدنيوي الطيني الدنيئ فهو حسرة وزفرة وندامة على أصحابه ورواده , والمقصود بهذا النوع هو تعلق القلب بشيء حقير وفانٍ لغرض مذموم محرم شرعا وعرفا ..
وأخيرا أقول " أرض بلا حب صحراء , وعين بلا حب عمياء , وأذن بلا حب صماء "
على الهامش :
لما قررت كتابة هذا المقال وعن الحب ، اندهشت لكثرة معرفتي فيه رغم صغر سني وقلة خبرتي ، وأثناء كتابتي للموضوع جمعت أوراقي ورتبت كلماتي ثم انطلقت ، وبعد دقائق قلت لماذا لا أرتجل كتابته ؟ ولا داعي من المسودات !!
وبالفعل هذا ما حصل معي , وأنا على يقين تام بأن الكلام الخارج من القلب سيخترق آذان القلوب , قبل آذان العقول .
وبالفعل هذا ما حصل معي , وأنا على يقين تام بأن الكلام الخارج من القلب سيخترق آذان القلوب , قبل آذان العقول .
نقطة الختام :
إن أجمل قولة في الحب ، قول الرب ، '' يحبهم ويحبونه '' فلا تطلب حبا ًدونه :)
فصلوا على من علمنا الحب ، وآخى القلب بالقلب ، محمد عليه صلوات الرب .