السبت، 18 أبريل 2009

أمــي .. الـقـلب الـقـريـب

مما لا شك فيه أن لكل انسان في هذه الحياة ثلة من الأحباب المقربين إلى قلبه ووجدانه , هم الأحباب الذين يهيم الانسان بحبهم , ويأنس بقربهم , ويستمتع بحديثهم , ويشتاق للقياهم . هذه الثلة من الأحباب على قدر محبتهم لي ومحبتي لهم إلا أنهم ملكوا جزءا ضئيلا من قلبي ووجداني !!

نعم هذه هي الحقيقة , فـلــمَ التعجب !؟


فالتي ملكت روحي وقلبي , وأسرت فكري ومشاعري , واستحكمت على جملة عواطفي , هي بلا ريب وشك نور عيني , وضياء قلبي , وحبها فطرة من ربي .. هي أمي الحبيبة ..

فمنذ أن كنت صغيرا يافعاً وهي تحرسني بعينها , وتسقيني من نهر حبها , بل وحتى اللبن التي كانت ترضعني إياه من ثديها .. ما كان لبنا خالصا والله !
بل أرضعتني معه جملة من القيم والمعاني النبيلة والمقاصد الجليلة الجميلة , أرضعتني الحب والوفاء , والبذل والعطاء , وأرضعتني الكرم والإخلاص
" وهذا بالطبع للمثال لا للحصر "


والآن وبعد عشرين ربيعا أتذكر بعض المواقف واستحضر تلك المشاهد التي محال أن تنسى , ومحال أن تمحى من ذاكرتي !
أتعايش مع ذلك الموقف حينما كنت في آخر سنة دراسية في الثانوية وكانت فترة الاختبارات " الفاينل " فكنت أخرج من غرفتي بصمت مطبق , وحتى باب الغرفة لا أسمع له همسا !
كل ذلك خشية أن تسمع الحبيبة صوتي وتستيقظ من نومها , والغريب في ذلك أن غرفتي ليس قريبة جدا من غرفتها !

ولكن رغم كل الأسباب التي بذلتها , وكل تلك المحاولات التي فعلتها , الا إن قلبها علي وفكرها فيني ! فهي بمجرد سماع همس خطواتي , تنهض من فراشها , وتقطع عن نفسها نومها , وتحرم عيناها من الراحة ..! وكل ذلك لمجرد أن تطمئن علي وعلى دراستي , وتتفطر معي , وتعطرني قبل خروجي :)

ومن غير مبالغة , هذا حالها معي في صبيحة كل يوم ..

الله يشهد على ان هذه أبسط المواقف وأقل المشاهد , ولا يمكنني أن أنسى عبارةً منها لطالما اخترقت قلبي , وشغلت فكري ولازمت عواطفي !
عبارة كانت تقولها أمي الغالية عند كل شيء تقدمه لي من خدمة أو رعاية :
كانت تقول " الله بجازي والديّ الجنة "


أمي الغالية تتذكر وتدعو لوالديها في كل خطوة للخير تخطوها , فاللهم اغفر لهم وارحمهم , كما ربوا أمي في صغرها .

غفر الله لك يالغالية , وأدام الله عليك صحتك وعافيتك في ظل طاعته وعبادته , واطمئني يالحبيبة فالدنيا بزخرفها وتقلباتها لم ولن تنسيني وفائك لي وعطفك علي , وأبشري يا حبيبتي سأكون ناجحا في حياتي , متفوقا في دراستي , خادما لديني , وبهذه الثلاثة أحقق أغلى أمانيك تجاهي إن شاء الله تعالى .

إلهي .. أهديتني أمي في الدنيا وأنا لم أسألك ,.., فاللهم لا تحرمني رفقتها في الجنة وأنا أسألك .

خـتـاماً :

أكتب هذه الكلمات وأسطر تلك العبارات وأنا أبعد آلاف الأميال والكيلومترات عن أمي الحبيبة , وسأدعوها إن شاء الله لقراءتها , فهذا أقل ما أقدمه لها بعد الدعاء ..

نقطة أخيرة :

إخواني في البيت يطلقون علي لقب " يوسف بن يعقوب " :)


الأربعاء، 8 أبريل 2009

التعددية في الآراء ..!

احترت كثيراً ثم عزمت أخيراً على أن أكتب موضوع شائعاً بين عموم الناس ذكوراً وإناثاً ، شيباً وشبابا ، ألا وهو أخذ العلم بالتلقي السلبي وعدم السعي لطلبه !
المقصود من ذلك أن عموم الناس لا يبالون بثقافتهم العلمية والعملية وخصوصا في الاحكام الشرعية والاكتفاء بأخذها وسماعها دون مراجعتها وتحقيقها ومعرفة دليل استناده فيها ، وسواء عرف الرأي أو لم يعرفه ما زاد ذلك في ملكته شي !

وأهم سلبيات هذه الفئة العظمى في مجتمعنا وعالمنا الاسلامي أنهم لا يؤمنون ولا يعترفون بالتعددية في الآراء الفقهية الشرعية ، ويقتصرون ويحجرون الآراء على من سمعوا وعرفوا رأيه في البداية !

كثيرا ما كنت ومازلت للأسف أواجه أناسا على قدر مقبول بل ورفيع في الجوانب الثقافية الحياتية في معظم المجالات ، والمصيبة الكبرى أن أنبل العلوم وأشرفها وهو بمثابة فرض عين على كل موحد لا يعرفون أبجدياته وأساسياته ! وللأسف هم كثير !

صباح الأمس كنت عائداً من الديار المقدسة بعد أن أديت مناسك العمرة وكنت برفقة أحد الأصدقاء ، ودار بيننا حوار في العودة عن اقتصار الآراء الشرعية من عالم معين !! بل ووصل الأمر إلى حدته وبدأ الصديق العزيز يقتصر العلوم الشرعية على دولة معينة وهي المملكة العربية السعودية !!
تغيرت ملامح وجهي وتعابيره مباشرة ! ثم استنكرت هذا التفكير والمنطق معلقا وموجها سؤالي : أأنت بكامل قواك العقلية !؟
أيعقل شخص المفترض أن يكون مثقفا مثلك أن يتفوه بهذا المنطق والتفكير السطحي!

نعم أنا أعلم أن السعودية ممثلة بمكة المكرمة والمدينة المنورة هما مقر ومهبط الرسالة المحمدية الاسلامية ، ولكن لا يعني ذلك أن أي رأي شرعي من عالم معتبر غير سعودي يعتبر ملغي !!
غريب والله أمرهم وكم هم كثير من واجهتهم !!

قلت له معقبا إن ديننا الحنيف أعطى علماء الأمة حق الاجتهاد واعطاء الآراء الفقهية التي لا تعارض نص صريح وصحيح ، وإن منهج وشريعة الاسلام ما أعطت حق الاجتهاد الا وأنها بذلك أعطت حق الإختلاف , أي أن الإجتهاد مقترن بالإختلاف .

وأنا هنا أسأل زواري الأكارم ;

هل تؤمنون بالتعددية في الآراء الشرعية ؟


تنويه : هذا ما أراه من وجهة نظري البسيطة , وهي قابلة للخطأ :)