الأربعاء، 5 نوفمبر 2008

الرجل الأسود .. في البيت الأبيض !!




"Ihave Dream "
انها كلمة شهيره لزعيم حركة الدفاع عن الحقوق المدنية للسود في منتصف القرن الماضي,
"مارتن لوثر كينج" قالها في مجمع جماهيري ضخم , ومسيرة حاشدة بلغ قوامها ربع مليون شخص ..
أطلق مارتن لوثر كلمته " إن لديّ حلماً " ..! حينما ذاق مرارة التفرقة والاضطهاد بأبشع صوره على يد الرجل الأبيض (المتحضر) !!


فالحلم الذي كان يحلمه الزعيم الأسود .. ليس حلماً شخصيا فحسب .. بل هو الحلم الذي يداعب خيال كل أمريكي أسود .., والحلم هو إعادة شيء من الاعتبار للجنس الأسود, وضمان الحقوق المدنية لسكان الولايا ت المتحدة على حد سواء . وكان يحلم أيضا بأن يعيش الأبيض والأسود في ظل الإحترام الإنساني المتبادل , وفي جو معقول ومقبول .
وبعد مرور الزمن استطاع السود تحقيق شيئا فشيء من حقوقهم المدنية التي نادى بها الزعيم الأسود .






وفي مجمل السياق .. استطاع مرشح الحزب الديمقراطي في الولايات المتحدة الأمريكية باراك أوباما , في ليلة البارحه تحقيق حلم الزعيم لوثر ,, حيث حقق فوزاساحقا في انتخابات الرئاسة الأمريكية‏,‏ ليعيد كتابة التاريخ ويصبح أول رئيس أسود للولايات المتحدة من خلال انتخابات استثنائية شهدت إقبالا جماهيريا غير مسبوق‏.‏ ليفوز أوباما بـ‏349‏ صوت في المجمع الانتخابي في مقابل‏141‏ صوت فقط لمنافسه الجمهوري جون ماكين‏.

وجاء تحقيق الحلم , حيث لم ينال حقوقه المدنية فقط .. بل استطاع نيل منصب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية!


حدث تاريخي

ويعتبر انتخاب اوباما حدث تاريخي في بلد لم يكن للسود الحق في التصويت فيه حتى نصف قرن مضى.
وبالرغم من فوزه في هذه الانتخابات سيظل العالم يذكر هذا اليوم، لأنه أمر رهيب فبعد سنوات من العنصرية و القهر والفقر أصبح السود في أمريكا يرون أمريكا وطناً يمكن الوثوق به وبساكينه. إنها مفاجئة العصر...!
فأوباما هو أول امريكي من اصول افريقية يفوز بترشيح الحزب الديمقراطي للانتخابات الرئاسية الامريكية بعد منافسة شرسة مع السناتور هيلاري كلينتون، زوجة الرئيس الامريكي السابق بيل كلينتون، وعندما فاز بترشيح الحزب كان ذلك حدثا سياسيا كبيرا في الولايات المتحدة. و قال معقبا على هذا الحدث:
"من كان يتصور أن أسوداً في العقد الخامس من عمره اسمه باراك اوباما سيصبح يوما مرشح الحزب الديمقراطي"



رئيس اسود !

كتبت صحيفة واشنطن بوست على صفحتها الأولى اليوم مقالا بعنوان " رئيس أسود" وتقول: كان من المستحيل أن تأتي هاتان الكلمتان في جملة واحدة أو سياق واحد في بلد واحد دون أن تتبعهما علامة الاستفهام، (إذ كيف يكون الرئيس الأمريكي أسود )؟. لكن ذلك المستحيل أصبح ممكنا بينما يسير أوباما بخطى واسعة كمرشح رئاسي.


من سياسة اوباما " الداخلية"

بوحسين (أوباما).. يؤمن بقضايا رئيسية وهي :

1\ على الدولة دور رئيسي في حماية الفئات الضعيفة .
2\ زيادة الضرائب على الشركات الكبرى .
3\ توفيرالرعاية الصحية للأمريكيين.


أ
مريكا والشرق الأوسط

سواءً فاز أوباما أو فاز ماكين ، فالسياسة الأمريكية الخارجية مرسومة مسبقاً والآلية التي سيتعاملون بها مع العرب والمسلمين من ظلم وانحياز لإسرائيل على حساب الفلسطينيين ومن أطماع في ثروات وخيرات أراضي المسلمين ومن اتخاذ مكافحة الإرهاب ذريعة لتحقيق أهدافهم ومآربهم وأطماعهم التي لاحدود لها .. فهي لن تتغير , وإن كان الغالبية يتعاطفون مع أوباما لكونه يبدو أقل عدائية من ماكين ونائبته اليهودية بالين ضد العرب والمسلمين إلا أن ما فعله بوش ضد العرب والمسلمين بعد أن كنا نتوقع أنه أكثر اتزانأ في تعامله مع العرب من منافسه الديمقراطي آنذاك يجعلنا لانثق في أحد . وإن كنا نفضل فوز أوباما إلا أنه لايجب أن نفرط في التفاؤل فسياسة أمريكا الخارجية وبالذات معنا لن يغيرها كثيراً فوز أي من المرشحين .

فمن وجهة نظري ومنظوري الخاص .. يشكل انتخاب باراك أوباما رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية حدثاً كبيراً واستثنائياً، ليس لأنه سيقوم بتبديل سياسات، فأمريكا دولة وليس مزرعة عائلية، مؤسساتها هي التي تحكم، وشخصية رئيسها قد تكون مؤثرة بنسبة لاتتجاوز العشرة بالمائة.
وعندما يتعلق الأمر بالشرق الأوسط يؤكد أوباما بالتزامه المطلق بالتحالف الأمريكي الإسرائيلي، ملمحا في الوقت نفسه إلى أن السلام من مصلحة إسرائيل.





مجلس الشيوخ والنواب

يتكون مجلس الشيوخ من 100 مقعد ومجلس النواب من 435 مقعد وهما مجلسين مندرجين تحت قبة الكونجرس .
الرئيس الأمريكي بوحسين ( أوباما ) لم يكتف برئاسة الولايات المتحدة الأمريكة بل سحق الديمقراطيين منافسيهم الجمهوريين بالأغلبيه في كلا المجلسين ( الشيوخ والنواب ) ومما يعطي دفعة قوية وثقة شبه مطلقة للحزب الديمقراطي للسير وفق برنامجه وأجندته الإنتخابيه .


========
نقطة أخيره :
========

في الحقيقة يتفقان ماكين وأوباما في سياسة أمريكا الخارجية .. ويؤكدون التزامهم بالتحالف الأمريكي الإسرائيلي .. بالعربي الفصيح .. وجهان لعملة واحدة !!
تفرق شملهم الا علينا ..!




هناك 8 تعليقات:

غير معرف يقول...

جزاك الله الف خير على الموضوع المتعوب عليه ومنها الى الاعلى انشالله ومنتظرين موضوعك القادم.

أبو زيد الهلالي يقول...

جزاك الله خير على الموضوع
(في الحقيقة يتفقان ماكين وأوباما في سياسة أمريكا الخارجية .. ويؤكدون التزامهم بالتحالف الأمريكي الإسرائيلي .. بالعربي الفصيح .. وجهان لعملة واحدة !!
تفرق شملهم الا علينا ..!)
هذه كلمة تكتب بماء الذهب وانا اوافقك الراي بنسبة 85%)
اما15% فأنا أرى أن فوز (ابو حسين) :) يأتي بعد الخسائر والهزائم التي أثقلت ظهر أمريكا في افغنستان والعراق وبالخصوص الأخيرة -لان اوباما ممن يعارض الحرب على العراق ويدعو لسحب الجيش - فيريدون ان يسحبوا جيشهم كالغالب الذي خرج بإرادته لا كالمنهزم الذي خرج رغما عنه (كنوع من الغطرسة)
وقد تكون -وهذا بعيد نوعا ما- المشاكل التي تواجهها اميركا (الازمة الاقتصادية والحرب والارهاب والعنصرية في الداخل و...) هي السبب في اختيار اوباما (القاء اللوم على الاسود اذا فشل في علاجها)أو لان منافسه رجل عسكري لا يرى غير الحل العسكري حلا والحل العسكري اثقل كاهل الولايات المتحدة الأمريكية (أرض الحرية)

الحارث بن همّام يقول...

أصبح العقلاء في العالم .. أنا وأوباما وأنت .. صرنا 3

وباقي العالم مساكين ؛)

المنبر الكويتي يقول...

أبو زيد

بالفعل فإن الحزب الديمقراطي يطلق عليه اسم " الأم "
لأنه يهتم بالشؤون الداخليه ويفضلها عن الخوض في الشؤون الخارجيه ..
أما الحزب الجمهوري فيسمى بـ"الأب" لأنه عكس الديمقراطي تمام في اهتماماته وفكره ..

*الف شكر على مرورك ..
وشكرا على تحليلك المنطقي ..

-------

الحارث

الف شكر لتلبيك الدعوة .. وأتحفنا بآرائك وتعليقك في المرات القادمه :)
تقبل تحياتي ..

غير معرف يقول...

الله يعطيك العافية اخوي عالموضوع المميز والترتيب المتناسق في طرح الأفكار ^_^ ..



وعلى طاري ..
تفرق شملهم إلا علينا


ذكرتني بالشاعر الي يقول:

تفرق شملهم إلا علينا
فرصنا كالفريسة للكلاب

( اعزكم الله )



تحياتي واشواقي ^^



اخوك بوجويس

غير معرف يقول...

تحليل منطقي .. سلمت يمينك
استغرب من المسلمين الذين يعتقدون ان هذا الرئيس او ذاك سوف يساعد الفلسطينيين او المسلمين.. التغيير يأتي من الداخل و ليس الخارجية الأمركيةّ ان لم يكونوا اعداء اللملمين لن ينجحوا في الانتخابات اصلا

المنبر الكويتي يقول...

بو جويس
أشكرك لإطرائك الأدبي

وأكيد فأنا مقتبس الشطر من النشيدة :)

أكرر تشريفي بمرورك :)

المنبر الكويتي يقول...

ندى الجنة

كلامك عين الصواب ولكن
يا ليت قومي يعلمون
وياليتهم يفهمون هذه اللعبة القذرة !!